يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) من الأمراض التي تتداخل فيها عدة عوامل وأعراض مختلفة في آن واحد:
- فرط النشاط، يعني قيام الشخص بحركة مستمرة دون وجود داعي لذلك أو التحدث والثرثرة بشكل زائد عن اللازم.
- تشتت الانتباه، بأن يفقد الشخص قدرته على التركيز والمثابرة ويصبح غير منظم وغير قادر على إتمام الأمر المنوط به فعله.
- الاندفاع، وهي صفة ثالثة يصاب بها المريض ومفادها أن يقوم الشخص بأفعال اندفاعية دون التفكير في العواقب وقد تكون هذه الأفعال ذات تأثير سلبي مستقبليًا، ودمًا ما يقوم المريض في هذه الحالة بالتطفل الاجتماعي ومقاطعة الحاضرين في الحديث وغيرها من الأفعال التي تدل على وجود خلل حقيقي ناتج عن مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
أسباب مشكلة ADHD
رغم إجراء العديد من الأبحاث والتجارب لمعرفة الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تسبب المرض إلا أن المسبب ما زال غامضًا، ويفترض بعض العلماء وجود دور للجينات في هذا الأمر.
هناك بعض الأسباب المحتملة والتي ما زالت محل الدراسة وهي كالتالي:
- حدوث إصابة في الدماغ.
- عدم توازن نسب المواد الكيميائية بالدماغ.
- تناول سموم مثل الرصاص قد تكون عاملًا لضعف نمو دماغ الطفل.
- تعاطي الخمر أو الكحوليات بشكل عام والنيكوتين أثناء فترة الحمل، وكذلك سوء التغذية والالتهابات التي تحدث أثناء فترة الحمل قد يكون لها دور وتأثير واضح على نمو دماغ الطفل.
هناك بعض الآراء التي يتم إشاعتها عن نتوج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من تناول كميات كبيرة من السكر، ولكن الأبحاث لا تدعم هذا الرأي بجانب عدم دعمها لآراء مثل العوامل الاجتماعية كالفقر، وكالتعرض لساعات طويلة أمام التلفاز والأجهزة الإلكترونية.
أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
تختلف نوعية مشكلة ADHD على أساس شدة الأعراض وتأثيرها لدى الشخص، وتنقسم إلى 3 أنواع وهي كالتالي:
- فعل ضعيف الهمة ومشتت، وفي هذه الحالة يصبح الشخص مشتت الانتباه والتركيز ولا يمكن أن يقوم بفعل ما على الوجه الصحيح، بل يهمل التفاصيل والأجزاء المهمة والتعليمات الضرورية.
- فعل ذا نشاط مفرط ومندفع، بأن يقوم بحركة مفرطة غير طبيعية والتحدث والثرثرة ومقاطعة الآخرين والاندفاع نحو أفعال قد تسبب الخطر، أما بالنسبة للأطفال المصابين يخلقوا حالة من الازعاج بالقفز والركض والتسلق المستمر.
- فعل مشترك الأعراض، بأن يجتمع في المريض الحالة الاولى والثانية معًا بشكل متساوي.
تختلف الحالة وفقًا لنوعية الأعراض وشدتها، ومن الممكن تغير هذه الأعراض بمرور الوقت وبالتالي تتغير أفعال الشخص معها.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
تنقسم كذلك الأعراض وفقًا للأنواع، فلكل نوع أعراضه الخاصة كما سنوضحها فيما يلي:
أعراض تشتت الانتباه
- عدم إتباع الأوامر والتوجيهات وعدم إتمام الواجبات.
- عدم الاستماع إلى حديث أحد.
- ضياع الأشياء وإهمالها.
- القيام بأفعال متهورة.
- عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية ونسيانها.
- مشاكل في تنظيم المهام اليومية.
- لا يحب فعل مهام تتطلب الجلوس دون حراك.
- يميل بشكل واضح إلى التخيلات وأحلام اليقظة.
أعراض فرط النشاط
- التلوي عند الجلوس والقيام سريعًا.
- لا يمكن أن يلعب بهدوء.
- عدم الالتزام والتقيد بدور في صف أو ما شابه ذلك.
- مقاطعة الأخرين في الكلام.
- التحدث بشكل زائد عن اللازم.
- صعوبة التخلي عن الجري والحركة.
بالنسبة للنوع الثالث من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD الذي يجمع بين أعراض النوعين، فالطفل يجمع فيه من بين أعراض فرط النشاط وتشتت الانتباه ودمجهمها معًا.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار
قد تتغير الأعراض عند الكبار ومع تقدم السن كما سنوضحها فيما يلي:
- قلق واندفاع.
- تسويف للأمور.
- شعور بإحباط وكآبة.
- تقلب في المزاج.
- الشعور بالملل.
- عدم القدرة على التنظيم.
- الانفعال وعدم السيطرة على الغضب.
- صعوبة في التركيز وخاصة عند القراءة.
- وجود مشاكل في العمل.
- مشاكل في العلاقات الأسرية.
قد يقع الشخص في الإدمان وتعاطي المخدرات كحل للهروب مما يمر به.
تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD
مقياس فرط الحركة وتشتت الانتباه
في الغالب يكون من الصعب تشخيص المرض وخاصة عند الأطفال، ذلك لأن مرحلة الطفولة يتمتع فيها الطفل بالحيوية والنشاط وحب الحركة وعدم الإدراك وغيرها من الأمور التي تتشابه مع أعراض فرط الحركة.
لذا يقوم الطبيب بالتحدث بشكل مطول مع المريض سواء كان طفلًا أو بالغًا وكذلك مناقشة الأهل ومن يحيطون به ثم مراقبة السلوكيات الصادرة من الشخص وتقييمها وفقًا للحالة النفسية والعصبية.
حتى يتمكن الطبيب النفسي من تشخيص المرض لابد من أن يتأكد من دوام الأعراض لمدة طويلة وأنها أعراض مزمنة وليست مؤقتة، كما يجب أن تكون من نتائجها ضعف أداء الشخص وتخلفه عن النمو العقلي المعتاد، وبذلك يضمن الطبيب عدم نتوج الأعراض عن مرض صحي عادي أو حالة نفسية أخرى.
في الغالب يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية، بينما يتم تشخيص المرض للبالغ أو المراهق بشرط وجود الأعراض أو بعض منها قبل سن الـ 12 عامًا.
من الممكن ان تظهر مشكلة ADHD في سن مبكرة جدًا ما بين 3 و6 أعوام، ويمكن أن تستمر لمرحلة البلوغ والمراهقة، ومن الوارد أن تندمج الأعراض مع مشاكل أخرى كالمشاكل الأسرية والعاطفية وغيرها، والذي يؤدي إلى تأخر التشخيص.
حسب ما أوردته الأبحاث العلمية فمن المتوقع تغير الأعراض مع تقدم العمر، فقد تبدأ لدى الطفل حالة من فرط الحركة في مرحلة مبكرة ثم تتحول تدريجيًا إلى تشتت للانتباه وعدم تركيز في المرحلة الابتدائية، وقد تتحول لمشاعر تململ وإقبال على المخدرات في مرحلة المراهقة وكذلك مشاعر عدوانية تجاه المجتمع.
علاج فرط الحركة ADHD
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
لا يوجد علاج محدد للمشكلة لذلك يتم إتباع عدة خطوات معًا كعلاج مشابه لمشاكل الإدمان، وتتلخص طرق العلاج في الآتي:
العلاج الدوائي
تعمل الأدوية بشكل عام على تحسين الأداء وزيادة التركيز والتقليل من التشتت، ويجب أخذ الأدوية تحت إشراف طبي وبجرعات معينة، ويمكن تلخيص الادوية في الآتي:
- منشطات: وهي النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا في حل مشاكل فرط الحركة، ورغم أنه يبدو من الوهلة الأولى عدم ملائمة المنشطات لفرط الحركة ولكن يعد لها دور مهم في زيادة المواد الكيميائية في المخ مثل الدوبامين.
- غير المنبهات: وهي الأدوية التي لا تحتوي على منبهات وقد تستغرق وقتًا أطول من المنشطات لإحداث تغيير، إلا أن لها دور بارز في تحسين الانتباه والتركيز، يصف الطبيب هذه النوعية من الأدوية عندما تكون هناك آثار جانبية ناتجة عن المنشطات أو أن المنشط غير فعال التأثير مع بعض الحالات.
يجب تناول أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تحت وصاية طبية للآثار والمخاطر التي من المتوقع أن تنتج عن إساءة الاستخدام، وتتمثل الآثار الجانبية في الأعراض التالية:
- ضعف الشهية نحو الطعام.
- مشاكل في النوم.
- زيادة في القلق.
- تهيج وصداع.
- آلام في المعدة.
- تشنجات لاإرادية.
تحدث مع الطبيب فورًا في حالة شعورك بأي من الأعراض السابقة حتى تتلافي أي مضاعفات أو انتكاسة في المرض.
العلاج النفسي
- العلاج السلوكي: نوع من أنواع العلاج النفسي يساعد المريض على التغيير من سلوكياته وتبديل سلوكيات سلبية بأخرى إيجابية عن طريق المساعدة العملية.
- العلاج السلوكي المعرفي: يدرك الشخص من خلال هذا العلاج أهمية تقبل نفسه وأفكاره ومشاعره، وكذلك طريقة التكيف مع الأمور الطارئة والمشاكل الحياتية.
يضم العلاج النفسي العديد من أساليب العلاج المختلفة، وفي مشكلة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD يكون هناك دور مهم للأسرة والعائلة والأصدقاء والبيئة المجتمعية والتعليمية في المشاركة ببرامج العلاج النفسية للمريض.
هذا ما يُسمي بالعلاج التربوي والأسري لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويكون ذلك من خلال تقديم الدعم والملاحظات الإيجابية للتحسين من السلوك العام للحالة وتخطي الأزمة بأمان.
شاركنا برأيك وتساؤلاتك في التعليقات، ويمكنك متابعتنا على facebook و twitter.
